زيارة البشير إلى الفاتيكان.. التوقيت والظروف المحيطة

تكتسب الزيارة التى من المقرر ان يقوم بها الرئيس السودانى عمر البشير الى الفاتيكان مطلع الشهر المقبل أهمية









قصوى من حيث التوقيت والدلالات والظروف المحيطة حالياً بالحكومة السودانية التى تواجه حملة غربية شرسة بسبب تصاعد الأزمة فى دارفور.

وفيما لم ترشح معلومات رسمية وأساسية عن أهداف الزيارة والأجندة المطروحة للنقاش بين الرئيس البشير وبابا الفاتيكان بندكت السادس عشر، يرى مراقبون سودانيون ان أهداف الزيارة تتعلق بشأن المواجهة الساخنة بين الخرطوم وبعض العواصم الغربية مثل لندن التى علقت نشاطها الدبلوماسي فى السودان، وباريس التى تأوى بعض متمردى دارفور الرافضين لاتفاقية ابوجا وواشنطن التى تتبنى حملة شرية ضد الحكومة السودانية. وتأتى زيارة الرئيس البشير إلى الفاتيكان فى وقت اشتدت فيه ما تسميه الخرطوم بـ (الحملة الغربية) عليها، وفى وقت بلغت فيه الضغوط الغربية الرامية الى نشر قوات دولية تضم قوات غربية ذروتها الأمر الذي يفسر زيارة الرئيس إلى الفاتيكان بأنها تأتى فى إطار مواجهة الحملة الغربية للدحض المزاعم التى تصور الحكومة السودانية فى دارفور على انها قاتل يرتكب الفظائع والابادة الجماعية والتطهير العرقى كما فى تلك « المزاعم».

زيارة الرئيس البشير الى الفاتيكان أيضاً تعيد الى الاذهان زيارة بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثانى للسودان فى العام 1992م عندما بلغت المواجهة بين الخرطوم والغرب بقيادة امريكا ذروتها وذلك بسبب ازمة الجنوب التى وصلت الى طريق مسدود آنذاك وذلك عندما تحولت الحرب الأهلية المستعرة فى الجنوب السودانى آنذاك الى ما يشبه الحرب الدينية الجهادية بين المسلمين والمسيحيين مما دفع الحكومة السودانية الى دعوة بابا الفاتيكان لزيارة السودان والوقوف على حقائق الأوضاع فى البلاد، والتحري من المزاعم التى تروج عن الرق, وانتهاكات حقوق الإنسان غير المسلم. وتأتى هذه الزيارة النادرة المماثلة فى نفس الظروف حيث تبدو الحكومة السودانية بحاجة إلى دحض “المزاعم” الغربية التى تعكس صورة غير صحيحة عن الأوضاع فى السودان، وفى دارفور بصورة خاصة من ابادة جماعية وتطهير عرقى. وعليه يتوقع ان يقدم الرئيس البشير في زيارته للفاتيكان شرحاً وافياً لحقيقة الأوضاع فى السودان خاصة وان الفاتيكان لها نفوذ مؤثر الى حد كبير فى الغرب مما قد يحقق من حدة المواجهة بين الخرطوم والغرب.