me7yoo
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

me7yoo

منتدى شباب بيت جالا
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حـربٌ مُقدَّسـة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نخلة صراص
Admin
Admin
نخلة صراص


عدد الرسائل : 81
العمر : 35
الموقع : http://na5la88.hi5.com/
العمل/الترفيه : Student
تاريخ التسجيل : 10/08/2007

بطاقة الشخصية
افكار:
حلول:

حـربٌ مُقدَّسـة Empty
مُساهمةموضوع: حـربٌ مُقدَّسـة   حـربٌ مُقدَّسـة Icon_minitime2007-08-17, 00:34

حـربٌ مُقدَّسـة


إنجيل القدّيس لوقا .53-49:12 «جِئتُ لأُلِقيَ على الأَرضِ ناراً، وما أَشدَّ رَغْبَتي أَن تَكونَ قدِ اشتَعَلَت ! وعَلَيَّ أَن أَقبَلَ مَعمودِيَّةً، وما أَشَدَّ ضِيقي حتَّى تَتِمّ! «أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئتُ لأُحِلَّ السَّلامَ في الأَرْض ؟ أَقولُ لَكُم: لا، بَلِ الِانقِسام. فيَكونُ بَعدَ اليَومِ خَمسَةٌ في بَيتٍ واحِدٍ مُنقَسمين، ثَلاثَةٌ مِنهُم على اثنَينِ واثنانِ على ثَلاثَة: سيَنقَسِمُ النَّاسُ فيَكونُ الأَبُ على ابنِه والابنُ على أَبيه، والأُمُّ على بِنتِها والبِنتُ على أُمِّها، والحَماةُ على كَنَّتِها والكَنَّةُ على حَماتِها ».

شهِدَت الألفية الجديدة - وما زالت - العنف والحروب الكثيرة. وأصبح من النّادر جداً أن يمرَّ يومٌ دون أن نَسمعُ فيه أخباراً مفجعةً ومُحزنةً عن العدوانِ والوحشيةِ وأعمال العنف والإرهاب في نواحٍ متفرّقة من العالم. ولزيادة الأمورِ سوءاً، يُحاولُ مقترفو هذه الأعمال الإجرامية - في أغلب الأحيان - تَبريرَ هذه الوحشية بالإدِّعاء بأنهم يخوضون حرباً أو جهاداً مقدّساً باسمِ الله. قراءات هذا الأحد هي في الحقيقة دعوة إلى الجهاد ونداء إلى الحرب، ولكنها ليست حرباً ضد الدول أو البشر، إنما هي حرب ضد الشر والشيطان والخطيئة.



دعونا نَستمعُ إلى كلماتِ السيد المسيح من جديد: " جئتُ لألقي على الأرض ناراً، وما أشدَّ رغبتي أن تكون قد اشتعلت". لا شك بأننا أمام أكثر كلمات يسوع لغزاً وتحييراً في كل الإنجيل. فعن أي نار يتكلّم يسوع؟ يمتلئ الإنجيل بصور النار ورموزها، ولكن يسوع لا يعني أبداً تلك النار المادية التي تلتهم كل ما تصل إليه. بالنسبة ليسوع، ليس هنالك إلاّ نار واحدة عند الله، نار الحب والأمل والسلام التي تحرق القلوب. " أَلـم يكن قلبناً متقداً في صدرنا؟ " قال تلميذا عماوس (لوقا 24: 32). الله نور ونار. وكلمته " نار ملتهبة". وروحه أيضاً نار مقدّسة - نار العنصرة. ولقد سبق ليوحنا المعمدان أن قدّم يسوع بأنه: " الذي سيُعمِّد بالروح القدس والنار" (متى3: 11). من هنا نفهم استعجال يسوع وعدم صبره لا بل هَـمَّه الأكبر في أن تجتاح نار الله العالمَ كلّه.



ولكن ليست تلك الكلمات هي التي تسبب لنا الاستغراب الأكبر لهذا الأحد. الكلمات التالية – ربما – هي الأكثر إدهاشاً:" أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئتُ لأُحلّ السَّلامَ في الأَرْض ؟ أَقولُ لَكُم: لا، بَل الانقسام".

فيَكونُ بَعدَ اليَومِ خَمسَةٌ في بَيتٍ واحِدٍ مُنقَسمين، ثَلاثَةٌ مِنهُم على اثنَينِ واثنانِ على ثَلاثَة:
سيَنقَسِمُ النَّاسُ فيَكونُ الأَبُ على ابنِه والابنُ على أَبيه، والأُمُّ على بِنتِها والبِنتُ على أُمِّها، والحَماةُ على كَنَّتِها والكَنَّةُ على حَماتِها" (لوقا 12:51-53)



نحن نعرف يسوع " الوديع والمتواضع القلب"! فما هذا الكلام الذي يستفزّنا به اليوم؟

يوم تقدمة يسوع للهيكل، قال عنه سمعان الشيخ:" لقد جُعل لسقوط كثير من الناس وقيام الكثيرين منهم... وآية مُعرّضة للرفض". هذه نتيجة حتمية لمجيء يسوع. فقد جاءَ ليكشف أبناء وبنات الله الحقيقيين الذين يسمعون كلمته ويتبعونه، وليُظهر أبناء وبنات هذا العالم الذين يُعارضون تعليمه. فعلى طول أجيال تاريخ المسيحية، استمرَّ يسوع في عمل "التقسيم" هذا، ومثيراً عواطف الحماسة نحوه أو اللامُبالاة. فخيار إتّباع المسيح كان دوماً خَيار حبٍّ. والحبُّ يتطلّب التضحية والانتزاع. صرخت والدة القديسة كاترينا السيانية:" آهٍ مِـن هذه القوّة العجيبة التي استطاعت أن تنتزع مني ابنتي الحبيبة"!!! وقال آخر:" من هو هذا المحبوب الخفي، الذي مات على الصليب، ولا ينفكَّ يجذبُ إليه الشبابَ والجمالَ والحب"؟؟؟



من ناحية أخرى، هناك مُعسكران في حالة حرب ونزاع دائم. معسكر يُجاهد ليَرفع العالمَ إلى الله، وآخر يُحارب ليجرّ العالم إلى الأسفل – إلى الجحيم. هذان المعسكران لا يتواجدان في جزئين مختلفين من العالم، بل هما في نفس المكان، في نفس البيت وتحت نفس السقف. وفي الحقيقة، فإن قوات الخير وقوات الشرّ تتواجدان في أغلب الأحيان في نفس الشخص. من هنا، فإن الجهاد المقدس الذي يطلبه يسوع منا اليوم، ليس في شنِّ الحروب على بعض الدول أو الثقافات أو بعض المذاهب والأديان، ولكن إلى شَنِّ حرب روحيّة وداخليّة وبلا هوادة ضد قوات الشرّ فينا وفي مَن هم حولنا.



ما هي قوات الشرّ التي يطلب يسوع منا أن نحاربها؟

حَسناً، لماذا لا نبدأ بما يسميها اللاهوت الأدبي:" الخطايا الرئيسة السبع": الكبرياء (غرور باطل - عقدة


الشعور بالعظمة - أنانية)، الغضب (عداوة، مرارة، حقد)، البخل (طمع، حب التملّك المادي على حساب الروح)، الدعارة ( الهوس الجنسي، اللذة الجسدية، الخلاعة)، الشراهة (أكل وشرب غير ضروري)، الحسد ( كره الخير، الحقد الباطني، التنافس غير الشريف، الغيرة)، الكسل ( التقصير والإهمال، شلل النفس). ويمكننا أن نضيف إلى تلك السلسة، خطيئة الظلم وبناتها وأخواتها. وعندما نُعلِن الحربَ على كل تلك الشرور فقط، نكون في حرب وجهاد مقدس.



في هذه الحرب علينا أن نستعد لمواجهة الشِّدّة والقسوة. فالعدو يُحارب ضدنا بشراسة، ولا بُدَّ أن نُعاني بعض الأذى والمشقَّة. إرميا النبي مثلاً – في القراءة الأولى – كان في حالة حرب وجهاد مقدس ضد الأنبياء الكَذَبة الذين كانوا يتنبأون بما كان يسرُّ الملكَ وأعوانَه. ولكن إرميا تمسّك بقول الحقيقة. وأين انتهى؟ انتهى في بئر طين. ولكن الله أرسل له من يُنقذه. فالله لا يترك أبناءه أبداً. السيد المسيح، قائدنا في هذا الجهاد المقدّسِ، لَم يَهرب ولم يتراجع أمام المعاناة والموتِ على الصليبِ. لكنه في اليومِ الثالثِ رفَعَه الله إلى الحياةِ منتصراً. الله لا يَتركُ شعبه أيضاً، لذلك فهو لن يَتركَنا نَخُوضُ جهاده المقدّس ضدّ الشرِّ في أنفسنا وفي العالم وحدنا.



بهذه الفكرة - الله لا يَتركُ أبناءه - أختم بكلمات نصيحة وتشجيع كاتب الرسالة إلى العبرانيين في القراءة الثانيةِ بألاّ نفقد العزم والهمّة، وألاّ نسمح للخوف ولا لمعمودية الألم أن تطفئ نار الجهاد في قلوبنا من أجل المحبة والسلام والخير والوحدة :" فكّروا في ذاك الذي تحمّل ما لقي من مُخالفة الخاطئين، تأَمَنوا ذهاب الهمّة وضُعفَ النَّفس. فإنكم لم تُقاوموا بعدُ حتى بذل الدّم، في مُجاهدة الخطيئة" (عبر 12: 1-4).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://me7yoo.yoo7.com/
 
حـربٌ مُقدَّسـة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
me7yoo :: الفئة الأولى :: الموضيع الدينيه-
انتقل الى: